نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي، غير الكلام الذي ترك لنا كتابة في الكتاب المقدس، في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب، ولكنها لا تتعارض معه في شئ.
والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد. ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس وبهذا الوضع يتركون كل التراث الذي تركته الأجيال السابقة للكنيسة: كل ما تركه الآباء الرسل، آباء الكنيسة الأولي، والمجامع المقدسة، والقوانين والنظم الكنسية، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم، وما أخذناه من تعليم شفاهي عبر هذه الأجيال الطويلة كلها. وسنبحث هنا موضوع التقليد.
والتقليد هو أقدم من الكتاب، يرجع إلي أيام أبينا آدم:
لعل أقدم ما وصل إلينا من الشريعة المكتوبة، كان علي يد موسى النبي، الذي عاش في القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، ولكن التقليد أقدم من هذا بكثير.. آلاف السنين مرت علي البشرية بدون شريعة مكتوبة. فمن الذي كان يقود تفكيرها: الضمير من جهة (ويسمي الشريعة الأدبية). والتقليد من جهة أخري وهو تسليم جيل لجيل آخر.
وسنحاول أن نضرب بعض الأمثلة السابقة للشريعة المكتوبة.
1- ورد في سفر التكوين أن هابيل الصديق قدم قرباناً من ابكار غنمه ومن سمانها (تك4: 3). وشرح القديس بولس الرسول هذا الأمر (بإيمان قدم هابيل ذبيحة أفضل من قايين) (عب4:11). وهنا نسأل:
ومن أين عرف هابيل فكرة الذبيحة التي تقدم قرباناً لله؟ ومن أين أتاه هذا الإيمان، ولم تكن في زمنه شريعة مكتوبة؟
لاشك أنه تسلمها بالتقليد من أبيه آدم، وأبونا آدم تسلمها من الله نفسه، كل ذلك قبل أن يكتب موسى النبي عن الذبائح والمحرقات بأربعة عشر قرناً من الزمان.
2- ونفس الوضع يمكن أن تقوله عن كل المحرقات التي قدمها آباؤنا نوح وإبراهيم واسحق ويعقوب، وأيوب أيضاً..
كلهم عرفوا الذبيحة وتسلموها عن طريق التقليد. وأيضاً تسلموا بناء المذابح كما فعل أبونا نوح بعد الطوفان حينما (بني مذبحاً للرب) (تك20:8).، وأبونا إبراهيم حينما بني مذبحاً عند بلوطة مورا (تك7:12). وتتابع معه بناء المذابح ولم يكن هناك كتاب مقدس يأمر ببناء المذابح.
3- يذكر الكتاب أن أبانا نوح بعد الطوفان (أخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة، واصعد محرقات علي المذبح. فتنسم الرب رائحة الرضا) (تك8: 20،21).
فمن أين عرف نوح فكرة تقديم الذبائح من الحيوانات الطاهرة؟
لعله أخذها عن الله مباشرة، ثم سلمها للأجيال من بعده، قبل أن يشرح موسى فكرة ووصف الحيوانات الطاهرة، في التواره.
4- وفي قصة مقابلة أبينا إبراهيم لملكي صادق، قيل عنه أنه (كاهن الله العلي) (تك18:14).
فمن أين عرف هذا الكهنوت، الذي أتاح لملكي صادق أن يبارك أبانا إبراهيم.
والذي جعل ابرام يقدم العشور لملكي صادق؟ (تك20:14) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويعتبر بهذا أكبر منه (عب7: 6، 7).
وفي ذلك الحين لم تكن هناك شريعة مكتوبة تشرح الكهنوت وعمله وكرامته ومباركته للآخرين. وفي كل الإصحاحات السابقة من سفر التكوين لم ترد مطلقاً كلمة (كاهن) ولا كلمة (كهنوت)…
من أين معرفة الكهنوت إلا عن طريق التقليد..
1- وفي نفس قصة مقابلة أبرآم لملكي صادق، نسمع أن أبرام، أعطاه عشراً من كل شئ (تك20:14).
فمن أين عرف تقديم العشور للكهنة وقت أبينا إبراهيم، إلا عن طريق التقليد..
إن شريعة العشور لم تكن قد وردت بعد في شريعة مكتوبة.
وبنفس الوضع كيف عرف أبونا يعقوب فكرة العشور حينما قال للرب (وكل ما تعطيني، فإني أعشره لك) (تك22:28).
قطعاً أبونا يعقوب تسلم شريعة العشور بالتقليد، إذا تسلمها عن جده إبراهيم الذي قدم العشور لملكي صادق، ولم يأخذها إطلاقا من شريعة مكتوبة..
واضح أن التقليد كان معلماً للبشرية قبل الشريعة المكتوبة.. وبقي بعدها..
6- وفي قصة هروب أبينا يعقوب من جه أخيه عيسو حينما رأي سلماً منصوبة علي الأرض ورأسها يمس السماء، والملائكة صاعدة ونازلة عليها. وكلمه الرب وأعطاه وعداً.. يقول الكتاب أن يعقوب قال (ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء). (ودعا أسم ذلك المكان بيت إيل) (أي بيت الله) (وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه، وأقامه عموداً وصب زيتا علي رأسه).
فمن أين عرف أبونا يعقوب عبارة "بيت الله"؟
ومن أين عرف فكرة تدشين بيوت الله بصب زيت عليها؟
ولا شئ من هذا كله ورد له ذكر في شريعة مكتوبة.. وليس له تفسير سوي التقليد..
7- ولما أعطي الرب الشريعة المكتوبة، أبقي التقليد أيضاً.
وأوصي الآباء في مناسبات عديدة – أن يوصوا أولادهم، ليسلموهم التعليم. فقد أمرهم أن يخبروا أولادهم بقصة ومناسبة تكريس كل بكر فاتح رحم للرب (خر13: 14/16). وقال أيضاً (إنما احترز واحفظ نفسك جداً، لئلاً تنسي نفسك ما أبصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك، وعلمها لأولادك وأولاد أولادك) (تث9:4).
8- وحتى في المسيحية نري أن بعض كتبة العهد الجديد كتبوا بعض معلومات عن العهد القديم أخذوها بالتقليد.
مثال ذلك بولس الرسول ذكر اسمي الساحرين اللذين قاوما موسى النبي فقال (وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق) (2تي8:3).
ونحن لا نجد هذين الاسمين في أسفار موسى النبي ولا في كل أسفار العهد القديم. ولكن لعل بولس الرسول عرف ذلك عن طريق التقليد.
9- والذي حدث في العهد الجديد هو نفس الذي حدث في العهد القديم. ولكن بنسبة أقل.
إذ مضت مدة طويلة لم تكن هناك فيها أناجيل مكتوبة ولا رسائل مكتوبة.
وكل الناس يتلقون الإيمان كله، وقصة المسيح كلها، وتعاليمه، وعمله الفدائي كل ذلك عن طريق التقليد، ما يقرب من عشرين سنة..
10- إن السيد المسيح لم يكتب إنجيلاً، ولم يترك إنجيلاً مكتوباً. ولكنه كان يعظ ويعلم، ويترك للناس كلامه روحاً وحياة (يو63:6). وهذا يتناقله الناس وحينما بدأ تعليمه وعمله الكرازي قال للناس (قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) (مر15:1). ولم يكن هناك إنجيل مكتوب، إنما كانت هناك كرازة وبشارة مفرحة، تلك التي تمثل الإنجيل الشفاهي، أو التعليم الإلهي الذي يتناقلونه بالتسليم[center]
والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد. ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس وبهذا الوضع يتركون كل التراث الذي تركته الأجيال السابقة للكنيسة: كل ما تركه الآباء الرسل، آباء الكنيسة الأولي، والمجامع المقدسة، والقوانين والنظم الكنسية، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم، وما أخذناه من تعليم شفاهي عبر هذه الأجيال الطويلة كلها. وسنبحث هنا موضوع التقليد.
والتقليد هو أقدم من الكتاب، يرجع إلي أيام أبينا آدم:
لعل أقدم ما وصل إلينا من الشريعة المكتوبة، كان علي يد موسى النبي، الذي عاش في القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، ولكن التقليد أقدم من هذا بكثير.. آلاف السنين مرت علي البشرية بدون شريعة مكتوبة. فمن الذي كان يقود تفكيرها: الضمير من جهة (ويسمي الشريعة الأدبية). والتقليد من جهة أخري وهو تسليم جيل لجيل آخر.
وسنحاول أن نضرب بعض الأمثلة السابقة للشريعة المكتوبة.
1- ورد في سفر التكوين أن هابيل الصديق قدم قرباناً من ابكار غنمه ومن سمانها (تك4: 3). وشرح القديس بولس الرسول هذا الأمر (بإيمان قدم هابيل ذبيحة أفضل من قايين) (عب4:11). وهنا نسأل:
ومن أين عرف هابيل فكرة الذبيحة التي تقدم قرباناً لله؟ ومن أين أتاه هذا الإيمان، ولم تكن في زمنه شريعة مكتوبة؟
لاشك أنه تسلمها بالتقليد من أبيه آدم، وأبونا آدم تسلمها من الله نفسه، كل ذلك قبل أن يكتب موسى النبي عن الذبائح والمحرقات بأربعة عشر قرناً من الزمان.
2- ونفس الوضع يمكن أن تقوله عن كل المحرقات التي قدمها آباؤنا نوح وإبراهيم واسحق ويعقوب، وأيوب أيضاً..
كلهم عرفوا الذبيحة وتسلموها عن طريق التقليد. وأيضاً تسلموا بناء المذابح كما فعل أبونا نوح بعد الطوفان حينما (بني مذبحاً للرب) (تك20:8).، وأبونا إبراهيم حينما بني مذبحاً عند بلوطة مورا (تك7:12). وتتابع معه بناء المذابح ولم يكن هناك كتاب مقدس يأمر ببناء المذابح.
3- يذكر الكتاب أن أبانا نوح بعد الطوفان (أخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة، واصعد محرقات علي المذبح. فتنسم الرب رائحة الرضا) (تك8: 20،21).
فمن أين عرف نوح فكرة تقديم الذبائح من الحيوانات الطاهرة؟
لعله أخذها عن الله مباشرة، ثم سلمها للأجيال من بعده، قبل أن يشرح موسى فكرة ووصف الحيوانات الطاهرة، في التواره.
4- وفي قصة مقابلة أبينا إبراهيم لملكي صادق، قيل عنه أنه (كاهن الله العلي) (تك18:14).
فمن أين عرف هذا الكهنوت، الذي أتاح لملكي صادق أن يبارك أبانا إبراهيم.
والذي جعل ابرام يقدم العشور لملكي صادق؟ (تك20:14) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويعتبر بهذا أكبر منه (عب7: 6، 7).
وفي ذلك الحين لم تكن هناك شريعة مكتوبة تشرح الكهنوت وعمله وكرامته ومباركته للآخرين. وفي كل الإصحاحات السابقة من سفر التكوين لم ترد مطلقاً كلمة (كاهن) ولا كلمة (كهنوت)…
من أين معرفة الكهنوت إلا عن طريق التقليد..
1- وفي نفس قصة مقابلة أبرآم لملكي صادق، نسمع أن أبرام، أعطاه عشراً من كل شئ (تك20:14).
فمن أين عرف تقديم العشور للكهنة وقت أبينا إبراهيم، إلا عن طريق التقليد..
إن شريعة العشور لم تكن قد وردت بعد في شريعة مكتوبة.
وبنفس الوضع كيف عرف أبونا يعقوب فكرة العشور حينما قال للرب (وكل ما تعطيني، فإني أعشره لك) (تك22:28).
قطعاً أبونا يعقوب تسلم شريعة العشور بالتقليد، إذا تسلمها عن جده إبراهيم الذي قدم العشور لملكي صادق، ولم يأخذها إطلاقا من شريعة مكتوبة..
واضح أن التقليد كان معلماً للبشرية قبل الشريعة المكتوبة.. وبقي بعدها..
6- وفي قصة هروب أبينا يعقوب من جه أخيه عيسو حينما رأي سلماً منصوبة علي الأرض ورأسها يمس السماء، والملائكة صاعدة ونازلة عليها. وكلمه الرب وأعطاه وعداً.. يقول الكتاب أن يعقوب قال (ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء). (ودعا أسم ذلك المكان بيت إيل) (أي بيت الله) (وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه، وأقامه عموداً وصب زيتا علي رأسه).
فمن أين عرف أبونا يعقوب عبارة "بيت الله"؟
ومن أين عرف فكرة تدشين بيوت الله بصب زيت عليها؟
ولا شئ من هذا كله ورد له ذكر في شريعة مكتوبة.. وليس له تفسير سوي التقليد..
7- ولما أعطي الرب الشريعة المكتوبة، أبقي التقليد أيضاً.
وأوصي الآباء في مناسبات عديدة – أن يوصوا أولادهم، ليسلموهم التعليم. فقد أمرهم أن يخبروا أولادهم بقصة ومناسبة تكريس كل بكر فاتح رحم للرب (خر13: 14/16). وقال أيضاً (إنما احترز واحفظ نفسك جداً، لئلاً تنسي نفسك ما أبصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك، وعلمها لأولادك وأولاد أولادك) (تث9:4).
8- وحتى في المسيحية نري أن بعض كتبة العهد الجديد كتبوا بعض معلومات عن العهد القديم أخذوها بالتقليد.
مثال ذلك بولس الرسول ذكر اسمي الساحرين اللذين قاوما موسى النبي فقال (وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق) (2تي8:3).
ونحن لا نجد هذين الاسمين في أسفار موسى النبي ولا في كل أسفار العهد القديم. ولكن لعل بولس الرسول عرف ذلك عن طريق التقليد.
9- والذي حدث في العهد الجديد هو نفس الذي حدث في العهد القديم. ولكن بنسبة أقل.
إذ مضت مدة طويلة لم تكن هناك فيها أناجيل مكتوبة ولا رسائل مكتوبة.
وكل الناس يتلقون الإيمان كله، وقصة المسيح كلها، وتعاليمه، وعمله الفدائي كل ذلك عن طريق التقليد، ما يقرب من عشرين سنة..
10- إن السيد المسيح لم يكتب إنجيلاً، ولم يترك إنجيلاً مكتوباً. ولكنه كان يعظ ويعلم، ويترك للناس كلامه روحاً وحياة (يو63:6). وهذا يتناقله الناس وحينما بدأ تعليمه وعمله الكرازي قال للناس (قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) (مر15:1). ولم يكن هناك إنجيل مكتوب، إنما كانت هناك كرازة وبشارة مفرحة، تلك التي تمثل الإنجيل الشفاهي، أو التعليم الإلهي الذي يتناقلونه بالتسليم[center]
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
الكتاب المقدس لم يذكر كل شيء
ونفس المعني يطلق علي قول الرب لتلاميذه (اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها) (مر15:16). كل ذلك خارج النطاق المكتوب.
أ- لم يذكر كل ما فعله السيد المسيح، ولا كل ما قاله.. وإنما الذي حدث هو أن الإنجيليين اختاروا بعضاً من أقوال السيد المسيح ومن أعماله وسجلوها في وقت ما للناس، وتركوا الباقي. وهذا واضح في أخر إنجيل قد كتب، إذا يقول القديس يوحنا الرسول (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو25:21) كما يقول أيضاً (وآيات آخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه) (يو20: 30،31).
لا تظنوا أن معجزات المسيح هي فقط التي وردت في الإنجيل فآلاف المعجزات لم تكتب. يكفي لإثبات هذا قول لوقا البشير (وعند غروب الشمس، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع أمراض كثيرة يقدمونهم إليه، فكان يضع يديه علي كل واحد فيشفيهم) (لو40:4).
ما عدد هؤلاء المرضي؟ كثير جداً. ولم تسجل كل حوادث الشفاء ويقول معلمنا متي البشير (وكان يسوع يطوف كل الجليل، يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب) (مت23:4).
ما هي حوادث شفاء كل مريض؟ لم تذكر.
وماذا كان تعليم الرب في المجامع وكرازته؟ لم يذكر أيضاً.
يقول معلمنا مرقس الإنجيلي أن المسيح لما دخل كفر ناحوم دخل المجمع (وصار يعلم فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة) (مر21:1).
ما هو هذا التعليم الذي بهتوا منه؟ لم يكتب.
وفي معجزة الخمس خبزات والسمكتين، كان الناس من الصباح حتي بدأ النهار يميل. فماذا كان تعليمه لهم؟ لم يذكر شئ عنه في الأناجيل.
وما هو التعليم الذي قاله المسيح علي شاطئ البحيرة؟ وعلي شاطئ النهر؟ وفي السفينة؟ وفي الطرقات؟ لا نعرف، ولم يذكر في الإنجيل.
ب) وبعد قيامته، حدث نفس الوضع (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. قيل إن السيد المسيح قابل تلميذي عمواس.
(وبدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يشرح لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب) (لو27:24).كل هذا وغيره لم يكتب في الأناجيل. ولكنه ولا شك وصل إلينا عن طريق التقليد، أو وصل بعضه علي الأقل.
ج- ثم ماذا عن فترة الأربعين يوماً التي قضاها الرب مع تلاميذه بعد القيامة يتكلم معهم فيها عن الأمور المختصة بملكوت الله (أع3:1).
ماذا قال الرب عن الأمور المختصة بملكوت الله؟
لا شك أنها أشياء هامة جداً استحقت من الرب لقاءات له مع تلاميذه بعد القيامة (ولكنها مع كل هذا لم تذكر في الكتاب المقدس.. ولعلها أمور كانت لقادة الكنيسة، يفهمونها، ثم يعلمونها للشعب، حسب قوله لهم (وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت20:28). دون أن يذكر ما هو الذي أوصاهم به.
فهل تعاليم المسيح هذه ووصاياه فقد فقدت، أم وصلت إلينا؟
إننا نستبعد جداً أن تكون فقد فقدت ولها كل تلك الأهمية. فكيف إذن وصلت إلينا.
فإذا استثنينا بولس الرسول الذي لم يكن واحداً من الأحد عشر، ولم يحضر لقاءات المسيح مع تلاميذه بعد القيامة، فإن ما كتبه الأحد عشر الذين قضى معهم الرب 40 يوماً، كان قليلاً ولا يشمل كل التعليم المسيحي.
بقيت إجابه واحدة؟ وهي أن تعليم المسيح لتلاميذه وصل إلينا عن طريق التقليد أي التسليم الرسولي.
مارسته الكنيسة كحياة، حسب قول الرب (الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة) (يو63:6). لقد فهموا روح الكلام، وحولوه إلي حياة ووصل إلينا في حياة الكنيسة.
يمكن أن نقول إذا أن التقليد هو حياة الكنيسة، أو هو الكنيسة الحية.
وهذه الحياة أودعها الرسل القديسون في الكنيسة بكل ما تعلموه من الرب وكل ما أخذوه منه. ولكنهم لم يكتبوه في أناجيل أو رسائل، إنما تركوه حياً في حياة الكنيسة. ولعل من بين هذا نظم الكنيسة وطقوسها وأسرارها.
هل تظنون أن عظة السيد المسيح علي الجبل (مت7:5).هي كل عظاته علي مدي أكثر من ثلاث سنوات؟!
هذا غير معقول طبعاً. ولكن كلام الرب لم يضِع؛ بل حفظه التلاميذ في قلوبهم، وفي آذانهم وأذهانهم ومن كنز قلبهم الصالح، ومن ذاكرتهم المقدسة، أخرجوا أقوال الرب وسلموها للكنيسة. وأودعت فيها بعنوان (التقليد) أو التسليم الرسولي، والروح القدس الذي حل عليهم، ذكرهم بما قاله الرب حسب وعده الصادق (يو26:14). هذا عن كلام السيد المسيح نفسه.
ونفس المعني يطلق علي قول الرب لتلاميذه (اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها) (مر15:16). كل ذلك خارج النطاق المكتوب.
أ- لم يذكر كل ما فعله السيد المسيح، ولا كل ما قاله.. وإنما الذي حدث هو أن الإنجيليين اختاروا بعضاً من أقوال السيد المسيح ومن أعماله وسجلوها في وقت ما للناس، وتركوا الباقي. وهذا واضح في أخر إنجيل قد كتب، إذا يقول القديس يوحنا الرسول (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو25:21) كما يقول أيضاً (وآيات آخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه) (يو20: 30،31).
لا تظنوا أن معجزات المسيح هي فقط التي وردت في الإنجيل فآلاف المعجزات لم تكتب. يكفي لإثبات هذا قول لوقا البشير (وعند غروب الشمس، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع أمراض كثيرة يقدمونهم إليه، فكان يضع يديه علي كل واحد فيشفيهم) (لو40:4).
ما عدد هؤلاء المرضي؟ كثير جداً. ولم تسجل كل حوادث الشفاء ويقول معلمنا متي البشير (وكان يسوع يطوف كل الجليل، يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب) (مت23:4).
ما هي حوادث شفاء كل مريض؟ لم تذكر.
وماذا كان تعليم الرب في المجامع وكرازته؟ لم يذكر أيضاً.
يقول معلمنا مرقس الإنجيلي أن المسيح لما دخل كفر ناحوم دخل المجمع (وصار يعلم فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة) (مر21:1).
ما هو هذا التعليم الذي بهتوا منه؟ لم يكتب.
وفي معجزة الخمس خبزات والسمكتين، كان الناس من الصباح حتي بدأ النهار يميل. فماذا كان تعليمه لهم؟ لم يذكر شئ عنه في الأناجيل.
وما هو التعليم الذي قاله المسيح علي شاطئ البحيرة؟ وعلي شاطئ النهر؟ وفي السفينة؟ وفي الطرقات؟ لا نعرف، ولم يذكر في الإنجيل.
ب) وبعد قيامته، حدث نفس الوضع (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. قيل إن السيد المسيح قابل تلميذي عمواس.
(وبدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يشرح لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب) (لو27:24).كل هذا وغيره لم يكتب في الأناجيل. ولكنه ولا شك وصل إلينا عن طريق التقليد، أو وصل بعضه علي الأقل.
ج- ثم ماذا عن فترة الأربعين يوماً التي قضاها الرب مع تلاميذه بعد القيامة يتكلم معهم فيها عن الأمور المختصة بملكوت الله (أع3:1).
ماذا قال الرب عن الأمور المختصة بملكوت الله؟
لا شك أنها أشياء هامة جداً استحقت من الرب لقاءات له مع تلاميذه بعد القيامة (ولكنها مع كل هذا لم تذكر في الكتاب المقدس.. ولعلها أمور كانت لقادة الكنيسة، يفهمونها، ثم يعلمونها للشعب، حسب قوله لهم (وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت20:28). دون أن يذكر ما هو الذي أوصاهم به.
فهل تعاليم المسيح هذه ووصاياه فقد فقدت، أم وصلت إلينا؟
إننا نستبعد جداً أن تكون فقد فقدت ولها كل تلك الأهمية. فكيف إذن وصلت إلينا.
فإذا استثنينا بولس الرسول الذي لم يكن واحداً من الأحد عشر، ولم يحضر لقاءات المسيح مع تلاميذه بعد القيامة، فإن ما كتبه الأحد عشر الذين قضى معهم الرب 40 يوماً، كان قليلاً ولا يشمل كل التعليم المسيحي.
بقيت إجابه واحدة؟ وهي أن تعليم المسيح لتلاميذه وصل إلينا عن طريق التقليد أي التسليم الرسولي.
مارسته الكنيسة كحياة، حسب قول الرب (الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة) (يو63:6). لقد فهموا روح الكلام، وحولوه إلي حياة ووصل إلينا في حياة الكنيسة.
يمكن أن نقول إذا أن التقليد هو حياة الكنيسة، أو هو الكنيسة الحية.
وهذه الحياة أودعها الرسل القديسون في الكنيسة بكل ما تعلموه من الرب وكل ما أخذوه منه. ولكنهم لم يكتبوه في أناجيل أو رسائل، إنما تركوه حياً في حياة الكنيسة. ولعل من بين هذا نظم الكنيسة وطقوسها وأسرارها.
هل تظنون أن عظة السيد المسيح علي الجبل (مت7:5).هي كل عظاته علي مدي أكثر من ثلاث سنوات؟!
هذا غير معقول طبعاً. ولكن كلام الرب لم يضِع؛ بل حفظه التلاميذ في قلوبهم، وفي آذانهم وأذهانهم ومن كنز قلبهم الصالح، ومن ذاكرتهم المقدسة، أخرجوا أقوال الرب وسلموها للكنيسة. وأودعت فيها بعنوان (التقليد) أو التسليم الرسولي، والروح القدس الذي حل عليهم، ذكرهم بما قاله الرب حسب وعده الصادق (يو26:14). هذا عن كلام السيد المسيح نفسه.
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
فوائد التقليد
1- بالتقليد عرفنا الكتاب المقدس نفسه، فبالتسليم وصلت إلينا كتب الله، وما كنا لنعرفها ونميزها بغير هذا الطريق. والمجامع المقدسة هي التي حددت لنا كتب العهد الجديد.
2- بالتقليد وصل إلينا كل تراث الكنيسة وكل نظمها وطقوسها.
3- التقليد هو الذي حفظ لنا الإيمان السليم. سلمه جيل إلي جيل. ولو ترك كل شخص لنفسهش يري ما الذي يفهمه من آيات الكتاب، لوجدت شيع ومذاهب متعددة لا تربطها وحدة في الإيمان. لأن الكتاب المقدس شئ. وطريقة تفسيره شئ آخر.
4- حفظ لنا بعض عقائد وتعاليم، مثل تقديس يوم الأحد، ورشم الصليب وشريعة الزوجة الواحدة، والصلاة علي الراقدين، وحفظ لنا عمل كل رتب الكهنوت.
1- بالتقليد عرفنا الكتاب المقدس نفسه، فبالتسليم وصلت إلينا كتب الله، وما كنا لنعرفها ونميزها بغير هذا الطريق. والمجامع المقدسة هي التي حددت لنا كتب العهد الجديد.
2- بالتقليد وصل إلينا كل تراث الكنيسة وكل نظمها وطقوسها.
3- التقليد هو الذي حفظ لنا الإيمان السليم. سلمه جيل إلي جيل. ولو ترك كل شخص لنفسهش يري ما الذي يفهمه من آيات الكتاب، لوجدت شيع ومذاهب متعددة لا تربطها وحدة في الإيمان. لأن الكتاب المقدس شئ. وطريقة تفسيره شئ آخر.
4- حفظ لنا بعض عقائد وتعاليم، مثل تقديس يوم الأحد، ورشم الصليب وشريعة الزوجة الواحدة، والصلاة علي الراقدين، وحفظ لنا عمل كل رتب الكهنوت.
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
الف شكر
الف شكر
الف شكر
jehan- عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 33
نقاط : 6000043
تقييم الموضوع : 0
تاريخ الميلاد : 19/01/1984
العمر : 40
رد: نختلف مع البروتستنانت 2 - التقليد
شكرا لمرورك jehn
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى