فليكُن اسم الرب مباركًا للقمص يوحنا نصيف
صفحة 1 من اصل 1
فليكُن اسم الرب مباركًا للقمص يوحنا نصيف
المفاجأة، وعنصر
الشمول لكل ما يملك، وعنصر الخسارة الفادحة التي تبدو أنها لا يمكن
تعويضها.. أمّا هو فقد سلّم نفسه لله، وسجد قائلاً: "عريانًا خرجت من بطن
أمي، وعريانًا أعود.. الرب أعطى والرب أخذ، فليكُن اسم الرب مباركًا"
(أي21:1).. وعندما تذمّرَت زوجته على هذا الوضع، وحرّضَته على الاعتراض
على الله، أجابها: "تتكلّمين كلامًا كإحدى الجاهلات؟ أالخير نقبل من عند
الله، والشرّ لا نقبل؟!" (أي10:2).
لقد كان موقف أيُّوب موقف إيمان وموقِف صبر وتسليم.. حتّى وإن لم يفهم
وقتها ماذا يريد الله من كل هذا؟ كما لم يكُن يعرف أو يضع في حساباته دور
الشيطان.. أو حتّى تدابير الله التي تحوِّل دائمًا كل الأمور للخير.. ولكن
هذه التجربة، على الرغم من شدّتها، كانت سبب بركة كبيرة له، من خلال أربعة
أمور على الأقل
+ الأمر الأوّل: أنّ التجربة سحقت أيوب، وانسحاق الإنسان أمام الله يستدرّ عطفه ومراحمه، فيفيض عليه لاحقًا بالنعمة والبركة
+ الأمر الثاني: أنّ التجربة دفعت أيوب للصراخ إلى الله بلجاجة شديدة، ل
الفهم و المعونة والعزاء والسلام.. وحتى إن تأخّر الله في الردّ عليه
وتوضيح الموقف، فإن مجرّد الصراخ إلى الله يُعمِّق العلاقة معه.. مثل
الجذور التي تمتدّ في التربة باحثةً عن الماء حتّى تجده، ا كان عميقًا..
وفي هذا الامتداد للجذور قوّة وثبات وحياة للشجرة..!!
+ الأمر الثالث: أنّ نهاية التجربة كانت استعلانًا من الله عن نفسه لأيّوب
بصورة قويّة وجميلة وواضحة، وهنا ذاب أيوب في محبّة الله، ونسِيَ كل
الآلام السابقة، وتهلَّل قلبه لأنّه ارتقى في تعامله مع الله من مستوى
السماع إلى مستوى الرؤية، فصرخ قائلاً:"بسَمع الأذن قد سمعتُ عنك، والآن
رأتك عَيْني" (أي5:42).. فالتجربة الصعبة كانت طريقًا لرؤية الله
والتمتُّع به.. وهذا ما يحدث مع كل الذين يحملون برِضى صليب التجارب
الصعبة مثل الثلاثة فتية الذين رأوا الله في أتون النار، وغيرهم كثيرون..
+ الأمر الرابع: أنّ التجربة هي التي رفعت قيمة أيُّوب وخلّدَت اسمه..
ورصيد الآلام التي احتملها تحوَّل إلى رصيد مجد أبدي له.. وقد انطبق عليه
ما قاله الوحي الإلهي في العهد الجديد: "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة.
لأنّه إذا تزكّى (نجح في الامتحان) ينال إكليل الحياة؛ الذي وَعَد به الرب
للذين يحبُّونه" (يع12:1).. لذلك يقول الوحي أيضًا على لسان القديس يعقوب:
"احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوِّعة، عالمين أنّ
امتحان إيمانكم ينشئ صبرًا، وأمّا الصّبر فليكن له عمل تام (أي نصبر إلى
النهاية)" (يع2:1-4).
وأخيرًا.. لقد صار أيُّوب نموذجًا لكل الأجيال في الصبر والاحتمال.. كما
يحدِّثنا الإنجيل:"قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب.. فتأنُّوا أنتم
وثبِّتوا قلوبكم" (يع5).
وهكذا مَن يتمسّك بالصبر والإيمان وسط التجارب المؤلِمة تقوده الآلام إلى المجد، ويصير نموذجًا حيًّا يتحدّث الله من خلاله للأجيال.
من أجل هذا فلنقُل مع أيوب الصدِّيق، في كل الأوقات وفي كل الظروف: "فليكُن اسم الرب مبارَكًا"..
القمص يوحنا نصيف
الشمول لكل ما يملك، وعنصر الخسارة الفادحة التي تبدو أنها لا يمكن
تعويضها.. أمّا هو فقد سلّم نفسه لله، وسجد قائلاً: "عريانًا خرجت من بطن
أمي، وعريانًا أعود.. الرب أعطى والرب أخذ، فليكُن اسم الرب مباركًا"
(أي21:1).. وعندما تذمّرَت زوجته على هذا الوضع، وحرّضَته على الاعتراض
على الله، أجابها: "تتكلّمين كلامًا كإحدى الجاهلات؟ أالخير نقبل من عند
الله، والشرّ لا نقبل؟!" (أي10:2).
لقد كان موقف أيُّوب موقف إيمان وموقِف صبر وتسليم.. حتّى وإن لم يفهم
وقتها ماذا يريد الله من كل هذا؟ كما لم يكُن يعرف أو يضع في حساباته دور
الشيطان.. أو حتّى تدابير الله التي تحوِّل دائمًا كل الأمور للخير.. ولكن
هذه التجربة، على الرغم من شدّتها، كانت سبب بركة كبيرة له، من خلال أربعة
أمور على الأقل
+ الأمر الأوّل: أنّ التجربة سحقت أيوب، وانسحاق الإنسان أمام الله يستدرّ عطفه ومراحمه، فيفيض عليه لاحقًا بالنعمة والبركة
+ الأمر الثاني: أنّ التجربة دفعت أيوب للصراخ إلى الله بلجاجة شديدة، ل
الفهم و المعونة والعزاء والسلام.. وحتى إن تأخّر الله في الردّ عليه
وتوضيح الموقف، فإن مجرّد الصراخ إلى الله يُعمِّق العلاقة معه.. مثل
الجذور التي تمتدّ في التربة باحثةً عن الماء حتّى تجده، ا كان عميقًا..
وفي هذا الامتداد للجذور قوّة وثبات وحياة للشجرة..!!
+ الأمر الثالث: أنّ نهاية التجربة كانت استعلانًا من الله عن نفسه لأيّوب
بصورة قويّة وجميلة وواضحة، وهنا ذاب أيوب في محبّة الله، ونسِيَ كل
الآلام السابقة، وتهلَّل قلبه لأنّه ارتقى في تعامله مع الله من مستوى
السماع إلى مستوى الرؤية، فصرخ قائلاً:"بسَمع الأذن قد سمعتُ عنك، والآن
رأتك عَيْني" (أي5:42).. فالتجربة الصعبة كانت طريقًا لرؤية الله
والتمتُّع به.. وهذا ما يحدث مع كل الذين يحملون برِضى صليب التجارب
الصعبة مثل الثلاثة فتية الذين رأوا الله في أتون النار، وغيرهم كثيرون..
+ الأمر الرابع: أنّ التجربة هي التي رفعت قيمة أيُّوب وخلّدَت اسمه..
ورصيد الآلام التي احتملها تحوَّل إلى رصيد مجد أبدي له.. وقد انطبق عليه
ما قاله الوحي الإلهي في العهد الجديد: "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة.
لأنّه إذا تزكّى (نجح في الامتحان) ينال إكليل الحياة؛ الذي وَعَد به الرب
للذين يحبُّونه" (يع12:1).. لذلك يقول الوحي أيضًا على لسان القديس يعقوب:
"احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوِّعة، عالمين أنّ
امتحان إيمانكم ينشئ صبرًا، وأمّا الصّبر فليكن له عمل تام (أي نصبر إلى
النهاية)" (يع2:1-4).
وأخيرًا.. لقد صار أيُّوب نموذجًا لكل الأجيال في الصبر والاحتمال.. كما
يحدِّثنا الإنجيل:"قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب.. فتأنُّوا أنتم
وثبِّتوا قلوبكم" (يع5).
وهكذا مَن يتمسّك بالصبر والإيمان وسط التجارب المؤلِمة تقوده الآلام إلى المجد، ويصير نموذجًا حيًّا يتحدّث الله من خلاله للأجيال.
من أجل هذا فلنقُل مع أيوب الصدِّيق، في كل الأوقات وفي كل الظروف: "فليكُن اسم الرب مبارَكًا"..
القمص يوحنا نصيف
yousry zaki- مشرف قسم سير القديسين والشهداء والمواضيع الروحية
- الجنس :
عدد المساهمات : 246
نقاط : 556
تقييم الموضوع : 0
تاريخ الميلاد : 14/11/1961
العمر : 63
مواضيع مماثلة
» الرحمة تفتح أبواب السماء للقمص يوحنا نصيف
» العاملون مع الرب (الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون)
» الرب ملجأنا
» طوبي لمن يتعطف علي المسكين في يوم الشر ينجيه الرب
» رسالة من الرب لينا
» العاملون مع الرب (الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون)
» الرب ملجأنا
» طوبي لمن يتعطف علي المسكين في يوم الشر ينجيه الرب
» رسالة من الرب لينا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى