بدعة المطهر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بدعة المطهر
هو في اعتقاد الكاثوليك حالة،
أو هو مكان،
أو هو حالة ومكان...
هو نار وعذاب،
وحبس،
واعتقال.
هو عقوبات، ووفاء قصاص، وعملية تكفير...
وسببه هو أن توفي النفس للعدل الإلهي، الديون التي غادرت النفس هذا العالم وهي مثقلة بها. سواء كانت هذه الديون، هي جرم الخطايا العرضية، أو بقايا أو آثار الخطايا المميتة المغفورة من جهة الذنب، وليس من جهة
ويعرف أخوتنا الكاثوليك المطهر، بأنه مكان وحالة للتطهير بواسطة عقوبات زمنية. وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس " أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقيقة وفي محبة الله، لكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم وإهمالاتهم بأعمال توبة وافيه، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة".
[مجمع ليون، ومجمع فلورنس] (1).
يقسم أخوتنا الكاثوليك العذاب إلى نوعين:
أ – عذاب الخسران، أو عذاب الحرمان. "وهو الحرمان من رؤية الله والتمتع به. ولكن هذه العقوبة تقترن دائماً بالثقة الوطيدة في السعادة الأخيرة [بعد المطهر]. لأن الموتي في المطهر يعرفون أنهم أبناء الله وأصدقاؤه. ويتوقون إلى الاتحاد به اتحادا صميماً. فيزيدهم شعورهم هذا ألماً بهذا الفراق المؤقت" (1). والعذاب الآخر هو عذاب الحواس. ويجمع علماء اللاهوت على أن عذاب الحواس يضاف إلى عذاب الحرمان (1). وهنا تبدأ مناقشة مشكلة (النار) والخلاف حولها... وقد ورد في كتاب (اللاهوت النظري) إن " النفوس المعتقلة في المطهر تكابد عذاب الخسران يفقدانها الخير الأعظم. ولكن هذا العذاب لا يسقطها في اليأس، لأنها ترجو الفوز يوماً ما بالسعادة السماوية" (3).
" وفوق ذلك أنها تقاسي عذاب الحس كما يستدل عليه من أقوال الآباء ومن كلام المجمع الفلورنتينى الذي قال عن هذه النفوس " إنها تطهر بالعذابات" (3). وجاء في قرارات مجمع ترنت (جلسة 14 فصل 8). "التائب يتكبد تلك القصاصات، لكي يفي عدل الله الذي أهانه بخطاياه". ورد في كتاب اللاهوت النظري: العقاب الزمني تستوجبه الخطايا المرتكبة بعد المعمودية، لا يترك بمحو الذنب... والحال أنه كثيراً ما يتفق أن يموت البعض مثقلين بخطايا عرضية، وأن بعض الصالحين يموتون قبل أن يتمموا وفاء ما يلز من الكفارة عن العقاب الزمني المرتب على الخطيئة المميتة فما الحكم على مثل هؤلاء: أنهم يهلكون، ولكن هذا مناف للصواب؟! أم أنهم يفوزون بالغبطة السماوية، وهم ملطخون بالدنس، وهذا أيضاً بعيد عن المعقول؟! أم أنهم بمجرد موتهم ينقون من كل إثم. . وهذا ما لا دليل عليه؟! بقي إذ التسليم بأنه يوجد بعد الموت حال غير ثابته فيها تطهر النفوس من كل دنس قبل دخولها فردوس الأبرار وهذه الحال هي المطهر.
وقد حدث اختلاف في طبيعة هذه النار: هل هي نار مادية أم لا. "فالآباء اللاتين يقولون إنها نار فيزيقية (طبيعة)". ويقول كذلك العديد من علماء اللاهوت الحديثين، معتمدين على ما ورد في (1كو3: 15). ولكن الإعلانات الرسمية الصادرة عن المجامع، التي أثارها اليونان الأرثوذكس المنكرون لوجود نار مطهرة، تتكلم فقط عن عذابات مطهرة، لا عن نار مطهرة (2).
الآباء اللاتين أخذوا النار على المعني الحرفي. وقالوا بأنها نار فيزيقية للتطهير، جعلت لتمحو الخطايا العرضية التي لم يكفر عنها.
وقد ورد في كتاب (اللاهوت النظرى):
" أما القول بوجود نار حقيقية في المطهر، فهو رأي كثير الاحتمال، لإجماع اللاهوتيين عليه، ولأن كثيراً من الآباء قالوا به. إلا إنه ليس إيمانناً" (3)
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
المطهر عذاب
يتحدث المجمع التريدنتيني عن " عذاب زمني يجب علي الخاطئ التائب وفاؤه، في هذا العالم، أو في الآتي في المطهر، قبل أن يفتح له طريق الملكوت السماوي".
[الجلسة 6 – قانون 3].
وقيل في كتب الكاتشيزم، في كتاب التعليم المسيحي الذي أصدرته الرابطة الكهنوتية ببيروت – المطبعة الكاثوليكية سنة 1964 م.
411 – ما مصير النفس بعد الموت؟
بعد الموت تمثل النفس أمام الخالق، لتؤدي حساباً عن أعمالها. وهذه هي الدينونة الخاصة – هل النفس البارة السماء حالاً بعد الدينونة الخاصة الجزاء العادل.
417 – هل تدخل النفس البارة السماء حالاً بعد الدينونة؟
إن النفس البارة بعد الدينونة الخاصة، غالباً تدخل المطهر، وهو عذاب أليم، به تفي النفس ما تبقي عليها من عقاب زمني.
هذا هو ما يتعلمه أولادنا في المدارس الكاثوليكية عن المطهر...
ويقول الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر) ص5 عن العذابات الجهنمية " المقصود هنا بالعذابات الجهنمية، كما لا يخفى، هو العذابات المطهرية التي لا فرق بينها وبين العذابات الجهنمية، إلا فيما عدا أن الأولى دائمة والثانية مؤقتة"!!
يتحدث المجمع التريدنتيني عن " عذاب زمني يجب علي الخاطئ التائب وفاؤه، في هذا العالم، أو في الآتي في المطهر، قبل أن يفتح له طريق الملكوت السماوي".
[الجلسة 6 – قانون 3].
وقيل في كتب الكاتشيزم، في كتاب التعليم المسيحي الذي أصدرته الرابطة الكهنوتية ببيروت – المطبعة الكاثوليكية سنة 1964 م.
411 – ما مصير النفس بعد الموت؟
بعد الموت تمثل النفس أمام الخالق، لتؤدي حساباً عن أعمالها. وهذه هي الدينونة الخاصة – هل النفس البارة السماء حالاً بعد الدينونة الخاصة الجزاء العادل.
417 – هل تدخل النفس البارة السماء حالاً بعد الدينونة؟
إن النفس البارة بعد الدينونة الخاصة، غالباً تدخل المطهر، وهو عذاب أليم، به تفي النفس ما تبقي عليها من عقاب زمني.
هذا هو ما يتعلمه أولادنا في المدارس الكاثوليكية عن المطهر...
ويقول الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر) ص5 عن العذابات الجهنمية " المقصود هنا بالعذابات الجهنمية، كما لا يخفى، هو العذابات المطهرية التي لا فرق بينها وبين العذابات الجهنمية، إلا فيما عدا أن الأولى دائمة والثانية مؤقتة"!!
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
6- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يقسم أخوتنا الكاثوليك كل البشر إلى ثلاثة أنواع:أ – نوع بار كامل صالح ن وهذا يذهب إلى السماء، مباشرة بعد الموت.ب – نوع شرير. وهذا يذهب مباشرة إلى جهنم.ج – نوع ثالث مؤمن، وبار، ومحب لله. ولكن عليه للعدل الإلهي ديوناً لم يقم بوفائها بعد. وهذا يذهب إلى المطهر. وهذا النوع يشمل غالبية البشر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وهذه الديون إما بسبب الخطايا العرضية التي لم يقدم عنها توبة، أو فجأة الموت قبل التوبة. أو بسبب خطايا مميتة تاب عنها، وغفرت له، ونال الحل عنها. ولكنه مات قبل أن يوفي حسابها من العقوبة. وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس " أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقاً، وفي محبة الله، ولكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم وإهمالاتهم بأعمال توبة وافية، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة" (1). وفي شرح هذه الأنواع الثلاثة قال الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر): "وإنه طبقاً لهذه الدينونة الخاصة، لا الدينونة الخاصة، لا الدينونة العامة، يتقرر مصير الإنسان الأبدي: فإن كان صالحاً كل الصلاح، يذهب توا إلى السماء كلعازر المسكين الذي نقتله الملائكة إلى أحضان إبراهيم" (لو16: 22). "أما إذا كان شريراً الشر كله، فإنه يذهب إلى جهنم النار، مثل ذلك الغني الذي يذكره القديس لوقا في (16: 24)".أما إذا كان بين، أي صالحاً الصلاح كله، ولا شريراً كله، كما هي الأغلبية الساحقة من بني البشر، فإنه يذهب إلى المطهر، إلى ما شاء الله أو بالحر كما يقول الإنجيل "حتى يوفي آخر فلس " عليه للعدالة الإلهية (متى 5: 26).ثم يعود المؤلف ليشرح فكره " بتعبير آخر " فيقول:" من مات وهو حالة " النعمة المبررة " وليست عليه أية ديون نحو العدل الإلهي يفي بها، كالطفل المعمد مثلاً، فإنه يذهب إلى السماء مباشرة، حيث يعاين الله وجهاً لوجه إلى الأبد (1كو13: 12). "وأما إن مات مجرداً من حلة العرس " النعمة المبررة" (راجع متى 22: 1 – 14) أي من كان ضميره مثقلاً بوزر الخطة المميته التي لم يتب عنها، فإنه يذهب من فوره إلى عذاب اللهيب الأبدي"." وأما من فارق الحياة، وهو في حالة النعمة المبررة، ولكن ضميره كان مثقلاً الخطايا، مما يغفر في الدهر الآتي، فإنه يذهب إلى المطهر لينال مغفرة تلك الخطايا، لا بالحل منها كما في سر التوبة، بل بالحل منها عن طريق تطهيره بنار المطهر" (4).ويقول نفس المؤلف أيضاً في نفس كتابة ص13 عن حالة النفس عند الموت: "وأما إذا كانت مذنبة بذنوب عرضية، ومن ثم حاجة إلى تطهير ن فإنها تحت وقر هذه الذنوب، تحس بحالة الانسحاق، بحيث أنها تنحدر إلى المطهر من تلقاء ذاتها". " حتى إذا ما تطهرت النفس تماماً من كل شائبة خطية، وأوفت ما تبقي عليها من قصاصات زمنية مرتبة على خطاياها المميتة المغفورة، أدخلت من فورها إلى السماء، مقر الطوباويين من الملائكة والقديسين".ويقول نفس المؤلف في ص21 أيضاً تعليقاً على قول السيد المسيح إن التجديف على الروح القدس لا مغفرة له في هذا الدهر، ولا في الدهر الآتي (متى12: 32). ويقول: معني ذلك أن هناك من الخطايا ما يغفر في الدهر الآتي.فإذا سألت:" ما هي الخطايا التي تغفر في الدهر الآتي؟"... أحببتك أنها الخطايا غير الثقيلة، أي الخطايا العرضية، كالخطايا التي تصنع دون معرفة كاملة، أو دون إرادة كاملة، وكخطايا السهو إلى ذلك.ويخلص من ذلك أن هذه الخطايا عقوبتها في المطهر (ص22). ذلك " لأن الخطايا الثقيلة، لما كان عقابها جهنم هي أبدية، إذن فهي غير قابلة للمغفرة في الدهر الآتي" (ص21).
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
7- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ورد في كتاب (اللاهوت النظرى):" وأما ما يتعلق بمكان المطهر، فغير محقق. وقد ارتأى القديس توما أنه في أسفل الأرض حيث هي جهنم، بحيث أن النار التي تعذب الهالكين في جهنم، هي عينها تطهر الصالحين في المطهر" (4). الأب لويس برسوم يسمي المطهر " السجن المؤقت" (ص21).وهو يحاول أن يثبت أن المطهر هو السجن، من قول الرب " كن سريعاً في مراضاة خصمك مادمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي، فتلقى في السجن" (متى5: 25، 26). ويقول عنه أيضاً إنه " مكان الألم والكآبة والتنهيد" (ص22).ومن العجيب إن الأخوة الكاثوليك في حالة لأثبات وجود المطهر من آيات الإنجيل، اعتمدوا على قول الرسول "لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة مما في السماوات وما علي الأرض وما تحت الأرض" (في2: 10). . فقال الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر) ص26. "ولكن من هم الذين يجثون باسمه تحت الأرض؟ تري، هل هم الهالكون الذين في جهنم؟ كلا بالطبع...".وإذن فلا مفر من الاعتقاد بأن الذين تجثو لاسم يسوع ركبهم تحت الأرض، هم النفوس المعتقلة إلى الحين، في ذلك المكان الواقع في باطن الأرض والذي أعده الله لتطهير الذين ينتقلون من عالمنا إلى العالم الآخر، ولا تحلو نفوسهم من بعض الشوائب والعيوب، التي تحرمها مؤقتاً من دخول السماء. والنتيجة هي. شئنا أم أبينا – فلابد من التسليم بوجود المطهر"!!
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
إذن هنا تعليم بأن المطهر هو سجن تحت الأرض، في باطن الأرض، يذهب إليه الذين لهم بعض الشوائب ليتطهروا...
وتعبير السجن أو الاعتقال قرره مجمع تريدنت Council of Trident للكاثوليك:
الذي قرر في جلسته الخامسة والعشرين أنه " لما كانت الكنيسة الكاثوليكية التي يرشدها القدس، قد علمت في مجامعها المقدسة، وحديثاً في هذا المجمع المسكون بآثمة مطهراً، وأن النفوس المعتقلة فيه تساعد بصلوات المؤمنين ولا سيما بذبيحة المذبح الكفارة، فإن هذا المجمع يوصي الأساقفة بأن يهتموا الاهتمام كله بأن يؤمن المؤمنين بهذا التعليم الصادق عن المطهر...".
5 – الأب لويس برسوم: المطهر ص39، 40.
وقيل في تعريف المطهر أيضاً إنه:
" حبس يدعي نار المطهر فيه أنفس الأتقياء إلى زمان معين ومحدود، وتتطهر لكي تقدر أن تدخل الوطن السماوي وبلادها الأبدية، التي لا يدخل إلها شئ نجس". "تذهب إليه نفوس الأبرار بعد الموت: إما لتتطهر من خطاياها الطفيفة، أو لتوفي عن قصاصات الخطايا المغفورة، إن لم تكن قد وقت عنها وهي على الأرض". وقيل عن المطهر " يدخل إليه جميع الذين يموتون في الكنيسة الكاثوليكية، ولكنهم لم يوفوا بعد قصاص خطاياهم الزمني بكامله، بحسب قانون سر التوبة وهو مكان عذاب".
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
9- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
الكتاب المقدس كله، من أول سفر التكوين إلى آخر سفر الرؤيا، لا تجد فيه عبارة المطهر، لا في العهد القديم، ولا في الأناجيل ولا الرسائل، ولا في أي سفر من الأسفار. فمتي عرفت هذه العبارة؟! يقول الأب لويس برسوم الفرنسيسكاني في كتابه (المطهر) ص40.
" وأما الذي قرر أن يسمي "مكان تطهير النفوس" باسم (المطهر)، وذلك بناء علي التقليد الشائع وقتذاك وسلطة الآباء القديسين، فهو البابا أينوشنسيوس الرابع في خطاب له لأسقف توسكولو (مدينة بجوار رومه 6 مارس سنه 1254 أي في منتصف القرن الثالث عشر. وهنا نسأل:
ما هي المجامع الكاثوليكية التي قررت المطهر:
يجيب نفس المؤلف في صفحة 39 من كتابة:
" هذه العقيدة حددها كل من مجمع لاتران المسكوني Fourth Council of the Lateran سنة 1215، ومجمع ليون المسكوني (1545 – 1563) Council of Lyon. وأيادها تأييداً كاملاً آخر مجمع مسكوني، ألا وهو مجمع فاتيكان الثاني Second Vatican Council بقوله " إن هذا المجمع يتقبل، بعمق التقوى، إيمان أجدادنا المبجل، الخاص بهذه الشركة الحيوية القائمة بيننا وبين أخوتنا الذين وصلوا إلى المجد السماوي، أو الذين لا يزالون يتطهرون بعد موتهم".
منه هنا نري أن عقيدة المطهر لم تقرر عند الكاثوليك إلا في القرن 13، وتثبتت عندهم في القرن 15. وقد عارضها جميع الأرثوذكس في العالم، سواء الكنائس الأرثوذكسية القديمة، التي رفضت مجمع خلقدونية سنة 451 م، أو الكنائس الأرثوذكسية القديمة، التي أنبثاق الروح في القرن الحادي عشر، أو الكنائس البيزنطية التي رفضت أمور عديدة جداً منذ القرن 15. وأصبحت الكاثوليكية – في قضية المطهر – تواجه كل هؤلاء
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
نهاية المطهر
يري أخوتنا الكاثوليك أنه لا بقاء للمطهر بعد الدينونة العامة. فقد ورد في كتاب (مختصر في علم اللاهوت العقائدي)9 الجزء الثاني ص 153، 154.
لن يدوم المطهر إلى ما بعد الدينونة الأمة (قضية عامة).
" بعد ما صدر الديان الأعظم حكمة (متي 25: 24، 41)، لن يكون غير السماء والجحيم".
"أما المدة المحددة للامتحان المطهر، فلا سبيل إلى معرفته لكل نفس بمفردها، ويقول أيضاً " يدوم المطهر لكل نفس إلى أن تتطهر من كل إثم وعقاب وعندئذ تدخل مطهرة إلى النعيم السماوي".
وورد في كتاب اللاهوت النظري لالياس الجميل ص498:
" إنه من المحقق أيضاً أن المطهر لا يتجاوز يوم الدينونة الأخيرة. وأن العذابات فيه تختلف شدة وخفة باختلاف الخطايا التي تكفر النفوس فيه عنها
معونه للنفوس فى المطهر
وسط العذابات التي يكابدها المعتقلون في المطهر، تعلم الكنيسة الكاثوليكية بأن هؤلاء يعانون بصلوات المؤمنين، وبتقديم ذبيحة الأفخارستيا المقدسة. وبالأعمال الصالحة التي للمؤمنين، كالاحسانات
هناك معونة أخري من القديسة العذراء، التي يلقبها الكاثوليك بسيدة المطهر.
وقيل أيضاً إن البابا له سلطان على تخفيف العقاب. وقيل إن النفوس التي فيه تعان بصلوات الأنبياء بذبائح المذبح المرضية. وعن الذين يدخلون المطهر، ورد في معجم اللاهوت الكاثوليكى، الذي ترجمة المطران عبده خليفة، عن المطهر منذ العصور الوسطي، ليدل على مراحل التطهير والإنسان يخضع لهذه المراحل التطهيرية، إذ يموت مبرراً بالنعمة، بمقدار ما تكون حالة " العقاب " المستحق لا تزال موجودة فيه. ولم تزال بزوال الخطايا بالغفران يوم التبرير". ويقول " يجب أن لا تمنعنا كلمة المطهر من أن نجد كلمة أصح وأحسن لتدل على هذه المراحل التي نوهنا عنها. علماً بأن النظريات النفسانية والتربوية لا تخبزها كثيراً (وهذه الملاحظة تنطبق خاصة على الكلمة الألمانية Fegfeuer التي تعني حرفياً: النار المطهرة
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50
رد: بدعة المطهر
الرد على البدعة
13- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
13- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عجيب أننا نقرأ في القرارات والشروحات الخاصة بالمطهر، عبارة "يكفر عن خطاياه" أو عبارة "يوفي ديونه تجاه العدل الإلهي"!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
بينما الكفارة هي عمل السيد المسيح وحده.
وهو وحده الذي وفي كل مطالب العدل الإلهي.
ولو كان الإنسان يستطيع أن يكفر عن خطاياه، أو يوفي مطالب العدل الإلهي، ما كانت هناك ضرورة أن الابن يخلي ذاته، ويأخذ شكل العبد، ويتجسد ويصلب ويتألم ويموت...!! ما لزوم التجسد إذن؟ وما لزوم الفداء؟ وما الحكمة فيه؟!
أساس عقيدة الكفارة والفداء، أن الإنسان عاجز كل العجز عن إيفاء مطالب العدل الإلهي... ا فعل، وا عوقب، وا نال من عذاب...
والآيات الكتابية الخاصة بكفارة المسيح كثيرة جداً، منها: (1يو2: 1، 2) " وإن أخطأ أحد، فلنا عند الآب: يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا، ليس فقط، بل لخطايا كل العالم. (1يو4: 10) " ليس إننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفرة عن خطايانا". (رو 3: 24، 25) "متبررين مجاناً بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة". الله هو يكفر عنا. لذلك قيل في المزمور:
" لك ينبغي التسبيح يا الله. معاصينا أنت تكفر عنها" (مز65: 1، 3).
نعم أنت، وليس نحن. لأن الجزاء غير المحدود للخطايا، لا يستطيع مطلقاً أن يوفيه الإنسان المحدود. ولو كانت العقوبة تصلح للتكفير، لكان الله قد أستخدم العقوبة بدلاً من إخلاء الذات والتجسد والفداء..
الكفارة منذ العهد القديم، تتعلق بالدم والموت...
لذلك قيل في الكتاب بكل صراحة " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عب9: 22). وقال السيد المسيح نفسه لتلاميذه القديسين "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا" (متى26: 28). وهكذا كثرت الذبائح في العهد القديم. وكانت كلها رمزاً للسيد المسيح. وكان دمها الذي يكفر به، رمزاً لدم هذا المصلوب. وهكذا تنبأ اشعياء النبى قائلاً:
" كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6).
لاحظ عبارة "إثم جميعنا". فمادام قد حمل آثام الكل، فما معني العقوبة في المطهر؟! أليس هو الذي حمل العقوبة، كل العقوبة، عنا. ودفع الثمن، كل الثمن، عنا " وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لآجل آثامنا" (اش53: 5). نحن عاجزون عاجزون عن إيفاء العدل الإلهي، وسنظل عاجزين إلى أبد الآبدين. لذلك نحن نرفض كل العبارة التي فيها عقيدة المطهر عن إيفاء الإنسان للعدل الإلهي، والتكفير عن خطاياه بعذابات، أياً كانت مدتها، وأياً كانت شدتها. لأن المطهر ضد عقيدة الخلاص. فالكفارة من عمل المسيح وحده
المطهر ضد عقيدة الخلاص
فالخلاص هو بالدم فقط، دم المسيح وحده... هذه هي عقيدة مغفرة الخطايا في المسيحية.
دم المسيح، هو المطهر الوحيد الذي نؤمن به، بالمعني اللاهوتي السليم.
وهذا هو ما قاله القديس يوحنا الحبيب في تطهيرنا. وليتنا نحفظ عبارته هذه الخالدة:
" دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7).
وعبارته (كل خطية) عبارة شاملة، تشمل كل أنواع الخطايا التي يذكرها أخوتنا الكاثوليك: الخطايا العرضية، والخطايا المميتة... الخطايا الطفيفة، والخطايا الثقيلة... نعم، يطهرنا من كل خطية. وكما قيل أيضاً " هو أمين وعادل، حتي يغفر لنا خطايانا من كل إثم" (1يو1: 9).
الشرط الوحيد هو التوبة " إن اعترفنا بخطايانا " " إن سلكنا في النور" (1يو1: 7، 9).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
وهذا التطهير تعبر عنه آيه وهي " غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم في دم الحمل" (رؤ7: 14). قال القديس يوحنا هذا عن " جمع كثير، لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنه " كانوا واقفين أمام العرش ومستر بلين بيض" (رؤ7: 9). وعن هذا الدم، قال القديس بولس الرسول " بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءاً أبدياً" (عب9: 12). وقال " إذ لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا" (أف1: 7).
ولذلك اشترانا الرب بدمه الكريم. ولذلك غني أمامه الأربعة والعشرون كاهناً في سفر الرؤيا، وقالوا له " اشترينا لله بدمك، من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ5: 9، 10). من أجل هذا نحب الصليب، الذي عليه دفع ثمن خطاياناً. أما أجل هذا نحب الصليب، الذي عليه دفع ثمن خطايانا أما وجود المطهر، فهو إهانة لعمل الصليب. لذلك عجبت لأناس يكرمون الصليب، ويؤمنون بالمطهر!! نقول إنه على الصليب ظهر الحب الإلهي "هكذا أحب الله العالم حتى بذل.." (يو3: 16). فكيف يتفق هذا الحب مع عذاب المطهر عن الشهوات والهفوات والخطايا المغفورة؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لاشك أن الذين ينادون بالمطهر، وبمفهوم وفاء الإنسان للعدل الإلهي...
إنما يقدمون للأسف عقيدة جديدة، وهي المناداة بالخلاص الجزئي!
كما لو كان الخلاص الذي جاء به المسيح، هو فقط خلاص من وصمة الخطية، ليس خلاصاً من عقوبة الخطية!!... خلاصاً من الخطايا التي لم يكمل القصاص عنها!!... أو قل كما لو كلن المسيح قد قدم خلاصاً عن الخطية الجدية، ولم يقدم خلاصاً عن الخطايا الفعلية التي لابد نوفي عنها قصاصاً، سواء على الأرض أو بعد الموت!! وهذا الخلاص الجزئي يقف ضده قول القديس بولس:
" فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله" (عب7: 25).
" يخلص إلى التمام"... ما أجمل هذه العبارة في الرد على المطهر. أي أنه خلاص تام كامل، ليست فيه على الإنسان بقية من قصاص... . لقد دفع السيد المسيح الثمن كاملاً للعدل الإلهي، وشهد على الصليب قائلا " قد أكمل" (يو19: 30).. إذن ليس هناك نقص نكمله نحن في وفاء العدل الإلهي...
إن المطهر وعذاباته، إهانة صريحة لكمال كفارة المسيح!!!
وكأن (المعذبين في المطهر) يصرخون إلى السيد المسيح قائلين: أين خلاصك، وها نحن نتعذب؟! أين الذي دفعته عنا، وها نحن ندفع الثمن؟! ما معنى قولك إذن لله الآب "والعمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يو17: 4)...
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن المطهر هو تناقص صريح مع بشرى الخلاص المفرحة!!
ما معنى أن مجد الرب أضاء، ووقف ملاك الرب يبشر الرعاة بميلاد قائلاً " لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو1: 9 – 11)... وكأن أخوتنا الكاثوليك يعاتبون هذا الملاك قائلين:
"ما هو هذا الفرح العظيم الذي تبشرنا به؟! وكيف لا نخاف ونيران المطهر وعذاباته تهددنا، كأن لا خلاص ولا مُخَلِّص؟!!...
وأين هذا الفرح العظيم الذي يكون لجميع الشعب، مادامت عذابات المطهر تنتظره؟! وهل يستطيع مسيحي أن يهتف مع بولس الرسول قائلاً "لي اشتيهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جداً" (في1: 23). أم أنه يقول على العكس: أخاف أن أنطلق من الجسد، وأكون في المطهر بكل ما فيه من نار وعذاب وسجن!!
حقاً إن الموت هو رعب بالنسبة إلى المؤمنين بالمطهر، وضد بشارة الخلاص المفرحة..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
فليس الجميع في المستوى الروحي الذي لبولس الرسول الذي قال " لى اشتهاء أن أنطلق". ومن من البشر يمكنه أن يضم أنه مات وقد وفي عقوبة خطاياه؟! لا شك أن الكل يعتمد على الخلاص الذي قدمه المسيح...
ولكن كيف تنفق كلمة الخلاص مع المطهر، إلا لو كان خلاصاً جزئياً؟! وحاشا أن يكون هذا، وهو الذي " يخلص إلى التمام" (عب7: 25).
أهم ما في رسالة المسيح أنه المخلص. وقد سمي يسوع، " لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). وقد جاء إلى العالم "لكي يخلص ما قد هلك" (متى18: 11). وقد شهد القديس يوحنا الرسول قائلاً "نحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد ارسل الإبن مخلصاً للعالم" (1يو4: 14). والقديس بطرس الرسول يدعوه "المخلص يسوع المسيح" (2بط 1: 1) (2بط2: 20). والقديس بولس الرسول يدعوه "الرب يسوع المسيح مخلصنا" (تى1: 4). فما موقفه كمخلص من المطهر؟!
أما يقدر هذا الذي خلص المؤمنين به من " البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" أن يخلصهم أيضاً من هذا المدعو (المطهر)؟!...
أما يقدر هذا الذي خلص العالم كله من خطاياه، أن يخلص أيضاً من هذه التي تسمى خطايا عرضية، ومن الخطايا الأخرى التي غفرت ولم تستوف قصاصاً من الكنيسة...؟! وما معنى
" يخلص إلى التمام"...؟ وكيف يدعي مخلصاً، (والذين في المطهر) يدفعون ثمناً لخلاصهم؟!
إن مفهوم الخلاص في ظل المطهر، كان عثرة كبيرة لأخوتنا البروتستانت.
حتى أنهم في محبتهم الاطمئنان على خلاص الناس، صاروا يسألون كل من يتعرفون عليه " هلي خلصت يا أخ؟ " " هل قبلت المسيح فادياً ومخلصاً". وأصبح موضوع الخلاص من أهم الموضوعات التي يتكلمون عنها ويكتبون ويسألون. حتى في نسخ الأناجيل التي يوزعها الجدعونيون، يرفقون بها تعهداً بقبول المسيح فادياً ومخلصاً... وهنا أحب أن أسأل في محبة كملة وفي صراحة:
هل يعتقد أي أخ كاثوليكى أن المسيح قد خلصته، بينما نار المطهر تتهدده حتى لو تاب؟
وذلك لأن نار المطهر، يدخلها الأبرار محبو الله الذين لهم خطايا عرضية وخطايا مميته قد غفرت بالتوبة ولكن لم تستوف قصاصها بعد. . ولذلك يقول الأب لويس برسوم في كتابه المطهر ص5 إن المطهر هو لحالة " هي الأغلبية الساحقة من بنى البشر" (سطر13)... وكما يقول كتاب التعليم المسيحي (الكاتشزم) الذي يتعلمه أولادنا في المدارس الكاثوليكية تحت رقم 417 " إن النفس البارة، بعد الدينونة الخاصة، غالباً أليم، به تفي النفس ما تبقي عليها من عقاب زمني"...
لاحظوا هنا الذي ينال العذاب الأليم هو النفس البارة!
ذلك لأن الأبرار – في ظل عقيدة المطهر – يتعذبون هم أيضاً كالأشرار!! والفرق بينهما أن الأبرار عذابهم مؤقت، والأشرار عذابهم دائم...!!
أين الخلاص إذن الذي قدمه المسيح؟! وأين البشارة المفرحة التي يحملها الإنجيل؟! وكيف ن من الناس أن يؤمنوا بمخلص للعالم، يسمح أن النفس البارة من عقاب زمني؟! ومن الذي فرض عليها هذا العقاب الزمنى، وحدود هذا العقاب، حتى تعرف ما تبقى عليها؟ أهي الكنيسة؟!
هنا وتعرض أخوتنا للعثرة الثانية من جهة السلطان الكنسى.
هذا السلطان الذي يفرض عقوبات على النفوس التائبة، لابد أن توفيها، ولو بعد الموت، بعذاب أليم في المطهر... وهكذا أنكروا سلطان الكهنوت. ولما رأوا أن هذا السلطان تسنده قوانين كنيسة، أنكروا هذه القوانين أيضاً، وأنكروا معها التقاليد كذلك... وبخاصة لأن عقيدة الكاثوليك في المطهر، قررها مجمع فلورنس في القرن الخامس عشر قبل ظهور البروتستانتية بقليل... فلماذا كل هذا يا أخوتي، من الجانبين. وما هي القصاصات الكنسية التي تفرض على الخطاة؟ إنها أعمال التوبة.
وهنا الأعمال أخوتنا البروتستانت للعثرة الثالثة من جهة قيمة الأعمال.
هذه الأعمال التي يؤدى التقصير فيها إلى "عذابات المطهر"...! وهذه الأعمال التي يمكنها أن توفي العدل الإلهى، وتكون ثمناً للخطية...! حقاً إن الأعمال الصالحة لأزمة، وأعمال التوبة لازمة، فقد قال الكتاب " اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة" (متى3: 8). ولكنها لا يمكن أن توفى عقوبة العدل الإلهى، ولا يمكن أن يكفر الإنسان بها عن خطاياه..!
وهكذا فإن المبالغة التي خرجت عن الحد في قيمة الأعمال، جعلت كثيرين من البروتستانت قيمة الأعمال جملة
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن مفعول التوبة كما يشرحة لنا الكتاب المقدس هو:
بالتوبة تمحي الخطية، ويغفرها الله، ولا يعود يذكرها، ولا يحاسب الإنسان عليها، بل يسامحه، ويصفح عنه، ويطهره من خطاياه.
وكل هذا واضح من آيات عديدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وكل هذا أيضاً ضد عقيدة المطهر. فلنتأمل إذن ما يقوله الكتاب:
1 – فمن جهة محو الخطية، يقول الكتاب:
(أع3: 19) " فتوبوا وارجعوا، فتمحى خطاياكم".
(أش 44: 22) " قد محوت كغيم ذنوبك أمواتا في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه، مسامحاً لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي نفسى، وخطاياك لا أذكرها".
2 – وهذه الخطايا التي محاها الله، كيف يعود ويفرض عليها عقوبات وهي قد محيت، وما عاد يذكرها؟!
ومن جهة أنه ما عاد يذكرها، نذكر أيضاً قول الرب:
(ار31: 34) " لأنى أصفح عن إث، ولا أذكر خطيتهم بعد".
(حز18: 21، 22) " فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي، وفعل حقاً وعدلاً، فحياة يحيا. لا يموت. كل معاصيه التي فعل لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا.
3 – وإن كان الله لا يعود يذكر الخطايا التي تاب عنها الإنسان، فبالتالي لا يعاقب. لأن المعاقبة معناها أن الله لا يزال يذكر هذه الخطايا، ولم يغفرها بعد...
4 – وهو لم يقل فقط أنه لا يذكرها، بل أيضاً لا يحاسبها على التائب:
وهنا نري المرتل يفرح بهذا الأمر، ويقول في المزمور:
(مز32: 1، 2) " طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته. طوبي للإنسان الذي لا يحسب الرب له خطية".
(2كو5: 19) " إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة".
5 – كيف إذن بعد هذه المصالحة، يعود فيلقى التائبين في عذابات المطهر؟! وكيف يتفق هذا مع قول الكتاب " غير حاسب لهم خطاياهم "؟!
مادام الله قد غفر، فإن الأمر يكون قد أنتهي. ولا يحتاج الأمر إلى تطهير، لأن الله يمزج الأمرين معاً، إذ يقول:
(ار33: 8) " وأطهرهم من كل إث الذي أخطأوا به إلى. وأغفر كل ذنوبهم التي أخطأوا بها إليَّ".
6 – هنا يكون التطهير أثناء الحياة على الأرض، وليس بعد الموت.
يكون بعمل الروح القدس في التغير، وليس بعذاب المطهر.
أنظروا ماذا يقول الرب عن التطهير في سفر أشعياء:
(أش1: 18) " هلم نتحاجج – يقول الرب – إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيض كالثلج. وطبعاً هذا يكلم الأحياء على الأرض، وليست الأرواح بعد الموت. بل أن داود النبى في المزمور الخمسين " أنضح على بز وفاك فاطهر، وأغسلنى فأبيض من الثلج"، "اغسلنى كثيراً من إثمي، ومن خطيئتي تطهرني" (مز50).
وطبعاً التطهير هنا على الأرض، وليس بعد الموت في المطهر.
وعمل الله في التطهير الإنسان بروحه القدوس، يبدو في سفر حزقيال في قول الرب:
(حز36: 25 – 29) " وأرش عليكم ماء طاهراً فتطهرون. من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم. وأعطيكم قلباً جديداً، واجعل روحاً جديدة فيداخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم. أجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامى وتعلمون بها... وتكونون لي شعباً، وأنا أكون لكم إلهاً. وأخلصكم من جميع نجاساتكم". نعم، هذا هو التطهير الحقيقي، يعمل الله فيه، ونعمته المطهره المجددة المبررة، وليس بأسلوب العذاب والعقاب.
إن الذهب قد تضعه في النار، فيتطهر وتسقط عنه شوائبه. . لأنه معدن لا يحس ولا يشعر. أما الإنسان قد تضعه الذي له روح وعقل ونطق وقلب ومشاعر، فلا تصلح معه نار تطهره، إنما يطهره عمل الله، وسكنى روح الله فيه، ونعمة الله التي تهب القلب الجيد والروح الجيدة. فيتطهر الإنسان بالتوبةومحبة الله ونقاوة القلب.
7 – والتطهير لا يكون بعد الموت، حيث لا حروب من الجسد ومن المادة ومن العالم ومن الشيطان، إنما يكون هنا، حيث لا حروب من الجسد ومن المادة ومن العالم ومن الشيطان، إنما يكون هنا، حيث توجد الحروب وينتصر الإنسان فيه بقوة من الله.
إن الفكرة التي يقدمها المطهر ليست عملية تطهير، إنما هي عملية عقاب ومجازاة. ولذلك قيل في هدفها إنها تكفير لا تطهير... وليست أدري كيف سميت بالمطهر؟ أي تطهير يوجد في النار والعذابات والعقوبة التي قد تجعل القلب يتضايق ويتذمر كلما طالت المدة، ويشك في محبة الله. فبدلاً من أن يتطهر يزداد إثماً على إثم..
8 – أيضاً عذابات المطهر لا يتفق مع المغفرة، ولا مع التحليل الذي يسمعه التائب من فم الكاهن.
ما فائدة التحليل، الذي بعد سماعه من المفروض أن يخرج التائب والسلام يملأ قلبه، لأنه قد ألقى عبثاً ثقيلاً من على كاهله، وأنتقلت الخطية منه إلى كتف المسيح ليحملها عوضاً عنه... ولكن بفكرة المطهر، يجد التائب المعترف أنه لم يستفيد شيئاً. وأن الخطية لا تزال قائمة ضده، تهدده بمستقبل مرعب في المطهر.
إن عقوبة المطهر بهذا الوضع تعطي شكاً في تحليل الكاه وفي سر التوبة.
9 – إن ضرورة بقاء العقوبة بعد الموت، على الرغم من المغفرة، أمر لا يتفق مع تعليم الكتاب.
وأكبر توضيح لذلك قصة الإبن الضال الذي لما عاد إلى أبيه، أنتقل من الموت إلى الحياة (لو15: 24، 32). ولم يلق عقاباً، بل العكس وجد المحبة والقبول والإكرام، والحلة الأولى، والخاتم في يده... إنها الصورة التي نذكرها عن محبة الله وغفرانه... بعكس عقيدة المطهر التي تعطينا صورة قاتمة عن المغفرة التي لا تعفى من العقوبة...
10 – إن صورة المطهر، تذكرنا بالعهد القديم، ولعنات الناموس وكأننا لم ننل بعد خلاص الرب ونعم الفداء.
إنها تطالب بثمن الخطية، كأن لم يدفع على الصليب. وتجعل العقوبة لا تزال قائمة، كأن الفداء لم يتم بعد. وتنسينا الصلح الذي تم بيننا وبين الله بكفارة إبنه. إن عقيدة المطهر لا تعيش في العهد الجديد الذي يقول فيه الكتاب إن المسيح "أسلم من أجل خطايانا وأقيم من أجل تبريرنا" (رو4: 25). وأنه " حمل خطايانا في جسده على الخشبة" (بط2: 24). إنه العهد الجيد الذي يقول لنا: "الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاه، مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه، نخلص به من الغضب. لأنه وإن كنا أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه، فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته" (رو5: 8 – 10).
11 – إن عذاب المطهر لون من الدينونة. ونحن بموت المسيح نجونا من الدينونة.
وهوذا الكتاب يقول " لا شئ من الدينونة الآن على الذين في المسيح يسوع السالكين حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو8: 1). وتقول: هذا للسالكين ليس بالروح. وماذا عن الذين يخطئون خطايا عرضيه أو مميته؟ أقول لك إنها بالتوبة تمحي، بدم المسيح ويبقى أما ذلك الرجاء المفرح " لاشيء من الدينونة"...
12 – إن عقيدة المطهر ضد عقيدة الخلاص المجانى:
هذه التي ذكرها الكتاب صراحة " متبررين مجاناً بنعمته بالفداء" (رو3: 24). فإن كان الإنسان يدفع ثمن خطيته: سنوات عذاب يقضيها في المطهر، حينئذ يكون هو الذي دفع الثمن، وليس المسيح الذي دفع عنه. ولاهوتياً لا يستطيع هو أن يدفع الثمن، لأن الثمن الحقيقي هو الموت أى الهلاك. وقد مات المسيح عنا " لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). وأخذنا نحن استحقاق هذا الموت مجاناً... والمطلوب منا هو التوبة، والسلوك بالروح. تبقي بعد ذلك العبارة التي تتكرر تقريباً في كل الكتب التي نشرت عن المطهر، وهى أن ناره للتطهير. لماذا؟
13 – لأن الماء لا يمكن أن يدخلها شئ دنس أو نجس (رؤ21: 27).
هذا حق. ولكن من قال إن التائب دنس أو نجس؟! إنه بالتوبة أبيض من الثلج. تطهر بالتوبة. طهره الله حسب وعده الصادق: "من كل نجاساتكم، ومن كل أصنامكم أطهركم... وأخلصكم من كل نجاساتكم" (حز36: 25، 29).
إن داود صار طاهراً، ليس بالمطهر، وإنما بتوبته وبعمل الله فيه، إذ قال " وتغسلنى كثيراً من إثمى، ومن خطيتى تطهرنى".
التائبون سيدخلون السماء أطهاراً. يغسلهم كما غسل أرجل تلاميذه، وقال لهم: أنتم الآن أطهار... (يو13: 10).
14 – في فرح الرجاء، يفرح التائبون إذ غفرت لهم خطاياهم، بل محيت (أع3: 19). ولكن المنادين بالمطهر، يقولون إن التوبة قد محت وصمة الخطية وليست عقوبة الخطية. ولا تزال العقوبة قائمة تؤدى عنها حساباً هنا أو في المطهر!!... حقاً أقول كما قال داود النبى:
أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان. لأن مراحم الله واسعة (2صم 24: 14).
الله يقول: لا أذكرها بعد. لا تحسب عليه. يبيض كالثلج... أمحوها أغفرها عن آثا. أطهرهم من نجاساتكم. لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم (يو12: 47). والإنسان يقول لابد من العقوبة. وإن لم يوفها على الأرض، يقضى زمناً غير محدد في المطهر... "كرحمتك يارب ولا كخطايانا"... وهنا نسأل سؤالاً هاماً إلى إجابة أهم، وهو:
هل المسيح على الصليب حمل خطايانا فقط، أم حمل أيضاً عقوبتها؟
وإن كان قد حمل العقوبة، فما لزوم الحديث إذن عن العقوبة في المطهر؟ وإن كانت المغفرة للخطايا فقط دون التنازل عن عقوبتها، فالويل لنا جميعاً... قد هلكنا!! والجميع إلى بحيرة النار والكبريت. وإن كانت المغفرة ترفع العقوبة، فلا مطهر إذن.
15 – يا أخوتى، نادوا بالرحمة، لا بعذابات مطهريه. فالرب يقول:
" طوبى للرحماء، فإنهم يرحمون " (متى5: 7).
واطمئنوا على العدل الإلهى، لا تقلقوا عليه!! كلنا نؤمن بالعدل الإلهي، الذي لابد أن يقتص من غير المؤمنين، ومن غير التائبين، ومن كل السالكين بالجسد والسالكين في الظلمة. أما بالنسبة للمؤمنين التائبين، فالعدل الإلهى استوفى حقه على الصليب... "لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). هل الخطاياالتي يتعذب الناس بسببها في المطهر، حملها المسيح أم لم يحملها؟ مات عنها أم لم يمت؟ دفع ثمنها أم لم يدفع؟
إن كان المسيح قد دفع الثمن، فلا لزوم للمطهر؟
وإن كان المسيح لم يدفع الثمن، فلا تكفى لغفرانها نار المطهر، ولا نار الأبدية كلها.
16 – إن الذين ينادون بضرورة وفاء الإنسان للعدل الإلهى، نضع أما قصة السيد المسيح الرب في لقائه مع سِمعان الفريسى والمرأة الخاطئة التائبة، وقوله في مثال المدينين:
" وإذ لم يكن لهما ما يوفيان، سامحها جميعاً" (لو7: 42).
هذه هي رحمة الله نحو جميع البشر، وكلهم – كهذين المدينين – لا يستطيعون الوفاء بالعدل الإلهى... بالتوبة يسامحهم جميعاً. ليس لنقص في عدله، أو لأن عدله ضاع بسبب رحمته، حاشا!! وإنما لأن العدل الإلهى قد وفي حقه على الصليب...
17 – أما إن كان لابد أن ندفع للعدل ثمناً للعدل الإلهى بعد موتنا.
فإننا بصراحة تامة، نكون قد هدمنا كل عقائد الفداء والكفارة والخلاص بالدم، وبالتالي نهدم التجسد أيضاً والهدف منه...
إن الرب في مثال المدينين، قد غفر للمديون بخمسمائة، كما للمديون بخمسين (لو7: 41)... للمديون بالكثير، وللمديون بالقليل... عارفاً تماماً أن كلاً من هذين "ليسا لهما ما يوفيانه"... لا مُقْتَرِف (الخطايا المميتة) يستطيع أن يوفى ولا صاحب (الخطايا العرضية) يستطيع أن يوفى... يكفيها التوبة والسلوك الروحي وسلامة العقيدة
د/جورج- نائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 147
نقاط : 7000736
تقييم الموضوع : 3
تاريخ الميلاد : 29/08/1974
العمر : 50